تستعد شركة آرم، المملوكة لمجموعة سوفت بنك، لإحداث تحول استراتيجي كبير في نموذج أعمالها التقليدي، حيث تخطط لإطلاق أول معالج من تصنيعها الخاص خلال صيف عام 2025. هذا التحول يمثل تغييراً جوهرياً في استراتيجية الشركة التي اشتهرت على مدى 35 عاماً بتصميم أنوية المعالجات وترخيصها للشركات الأخرى مثل كوالكوم وآبل وميدياتك..
وتشير المصادر المطلعة إلى أن شركة ميتا (فيسبوك سابقاً) ستكون من أوائل عملاء آرم في مبادرتها الجديدة. وسيكون المعالج الجديد مخصصاً للاستخدام في مراكز البيانات، مع إمكانية تخصيصه وفقاً لاحتياجات العملاء. وستعتمد الشركة في تصنيع هذه المعالجات على شركة (TSMC).

ويأتي هذا التحول في إطار رؤية أوسع لماسايوشي سون، مؤسس سوفت بنك، لبناء شبكة بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي. وتعد مبادرة “ستارجيت” جزءاً من هذه الرؤية، حيث يخطط سون وشركة OpenAI لاستثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بمشاركة صندوق MGX الإماراتي وشركة أوراكل.
وفي خطوة ذات صلة، تقترب سوفت بنك من الاستحواذ على شركة أمبير، المتخصصة في تصميم معالجات للخوادم، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 6.5 مليار دولار. وتعتبر هذه الصفقة محورية لمشروع آرم في تصنيع الرقائق.
وقد بدأت آرم بالفعل في توظيف خبرات من شركات عملائها منذ نوفمبر 2023، في خطوة أثارت تساؤلات حول تصريحات رينيه هاس، الرئيس التنفيذي للشركة، الذي نفى في ديسمبر الماضي نية الشركة لتصنيع معالجات خاصة بها.
ومن المتوقع أن يعتمد المعالج الجديد على تصميم Neoverse من آرم، مع إمكانية استخدام نواة V3 عالية الأداء أو نواة N3 الموفرة للطاقة. ويمكن للتصميم أن يدعم حتى 64 نواة معالجة في الشريحة الواحدة.
هذا التحول قد يؤثر بشكل كبير على توازن القوى في صناعة أشباه الموصلات العالمية، التي تقدر قيمتها بنحو 700 مليار دولار. وقد ارتفعت أسهم آرم بنسبة 6% بعد الإعلان عن هذه الخطط، مما يعكس ثقة المستثمرين في هذا التوجه الاستراتيجي الجديد.
وتجدر الإشارة إلى أن تصاميم آرم قد استخدمت في أكثر من 300 مليار رقاقة حول العالم، وتهيمن الشركة على سوق الهواتف المحمولة بفضل كفاءة تصاميمها في استهلاك الطاقة. وقد أصبحت معالجاتها بديلاً جذاباً لمعالجات إنتل في أجهزة الكمبيوتر الشخصي والخوادم، خاصة مع تزايد استهلاك مراكز البيانات للطاقة بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي.