تواجه شركة سامسونج تحديات غير مسبوقة في مجال تطوير وتصنيع معالجات Exynos، فبينما تسعى الشركة الكورية للمنافسة في سوق المعالجات المتقدمة، تصطدم بعقبات تقنية وإنتاجية تهدد مستقبل مشاريعها الطموحة، مما يضعها في موقف حرج أمام منافسيها، وخاصة شركة TSMC التايوانية.
فشل Exynos 2500
يمثل معالج Exynos 2500 المتوقع إطلاقه قريباً بتقنية 3 نانومتر، نقطة تحول في مسيرة سامسونج، لكن ليس بالشكل الذي كانت تأمله الشركة. فقد واجه المعالج مشكلات خطيرة في معدلات الإنتاج، حيث لم تتجاوز نسبة الشرائح السليمة 20%، وهو معدل منخفض للغاية مقارنة بالمعايير الصناعية المقبولة.
هذا الأداء الضعيف أجبر سامسونج على إعادة النظر في خططها الاستراتيجية بشكل جذري. فبدلاً من استخدام المعالج في سلسلة هواتفها الرائدة Galaxy S25، قررت الشركة تخصيصه لهواتف Z Flip 7 وZ Flip FE، وهي خطوة تعكس تراجعاً في طموحات الشركة وقدرت معالجاتها على المنافسة في سوق الهواتف الرائدة.

مشروع Exynos 2600: طموح يواجه تحديات الواقع
رغم تحقيق نسبة إنتاج 30% في التجارب الأولية لمعالج Exynos 2600 بتقنية 2 نانومتر، والمعروف داخلياً باسم ‘Ulysses’، إلا أن هذا المعدل لا يزال بعيداً كل البعد عن النسبة المطلوبة للإنتاج التجاري والتي تبلغ 70%. وتشير التقارير الأخيرة من مصادر موثوقة في صناعة أشباه الموصلات إلى احتمال إلغاء المشروع بأكمله. وما يزيد الأمر تعقيداً هو المنافسة الشرسة من شركة TSMC، التي نجحت في تحقيق نسبة نجاح تصل إلى 60% في إنتاج معالجات 2 نانومتر، متفوقة بذلك على سامسونج بفارق كبير.
وتواجه سامسونج ضغوطاً متزايدة للحفاظ على مكانتها في سوق المعالجات العالمي. فبدون القدرة على تطوير وإنتاج معالج 2 نانومتر قوي، تجد الشركة نفسها في موقف صعب للغاية. فقدرتها على جذب عملاء مهمين مثل كوالكوم وميدياتك تتضائل يوماً بعد يوم، خاصة مع تفوق TSMC التقني المستمر. كما أن خططها الطموحة لتطوير سلسلة Galaxy S26 المستقبلية قد تتأثر سلباً، مما قد يدفعها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها بالكامل.
سيكون عام 2025 عاماً مصيرياً بالنسبة لقسم المعالجات في سامسونج. فإما أن تنجح الشركة في تجاوز عقباتها التقنية وتحسين معدلات إنتاجها بشكل كبير، أو أنها قد تضطر إلى إعادة تقييم وجودها في سوق تصنيع المعالجات المتقدمة. وتشير التقديرات إلى أن سامسونج تستثمر مبالغ ضخمة في تحسين تقنياتها الإنتاجية وتطوير عملياتها التصنيعية، لكن نجاح هذه الاستثمارات يظل مرهوناً بقدرتها على تجاوز التحديات التقنية الحالية والمنافسة المتزايدة في السوق العالمي.
فكما يبدو فإن مستقبل معالجات Exynos يقف على مفترق طرق، وستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت سامسونج ستتمكن من الحفاظ على موقعها كمنافس جدي في سوق المعالجات العالمي، أم أنها ستضطر إلى إعادة توجيه استراتيجيتها نحو مجالات أخرى والتركيز على صناعة الذواكر التي لها فيها سيطرة كبيرة على السوق.