يحمل معالج سناب دراجون 888 ثمان أنوية، واحدة من نوع Cortex X1 بتردد 2.84 جيجاهرتز للعمليات الطويلة، وثلاث من نوع Cortex A78 بتردد بتردد 2.42 جيجاهرتز، وأربع أنوية من نوع Cortex A55 بتردد 1.8 جيجاهرتز لتوفير الطاقة. مع معالج جرافيك Adreno 660 الأقوى في تاريخ كوالكوم. ويدعم رامات من نوع LPDDR5/LPDDR4X حتى 16 جيجابايت. مع وحدة DSP من نوع Qualcomm Hexagon 780 بقوة معالجة 26 تيرا من العمليات في الثانية.
فهل تكون هذه المواصفات القياسية هي ورقة الأندرويد الرابحة للمنافسة أمام معالجات ابل اخيرا؟
رغم أن هذه المقالة استعراض شامل لمعالج سناب دراجون 888. لكننا سنضطر في البداية إلى الحديث عن شركة ابل.
فمع اعتراضي على كثير من سياساتها، إلا أنه لا يمكن لأي شخص إنكار تفوقها في الأعوام الأخيرة على جميع الشركات الأخرى فيما يتعلق بشرائح المعالجة SoC.
فمنذ أن بدأت أبل بتصميم أنويتها الخاصة في 2013، اتخذت الشركة منحنى جديد في الإعتماد على عدد أنوية قليل لكنها تأتي مع قوة معالجة أفضل من أي نوع أخر مخصص للهواتف، ومع التطوير الذي تقدمه أبل كل عام وصلت بعد ثلاث سنوات إلى التفوق على جميع شرائح الأندرويد منذ شريحة A10 فصاعدا، دون وجود أي رد يذكر من شركات تصميم معالجات الأندرويد.
ولكن يبدو أن العام الجديد سيأتي ليغير الكثير في عالم شرائح المعالجة، فأبل قد خصصت الكثير من الموارد لتطوير شريحة M1 المخصصة للحواسيب، مما جعلها اقل اهتماما هذا العام بسلسلة A. فلم تقدم Apple A14 الكثير من التطورات عن سابقتها، لكن بالنسبة لأبل فقد كانت متفوقة في جميع الأحوال حتى مع هذه التطورات البسيطة.
لكن وبشكل موازي كانت ARM تعمل على برنامج يهدف إلى تصميم سلسلة جديدة تماما تهدف إلى رفع الأداء والتي أسمتها Cortex X، وكانت أولى نتائح هذا البرنامج هي أنوية Cortex X1 بأداء متفوق كثيرا عن سلسلة A. والتي ستستخدم في الرقاقات الرائدة لهذا العام وعلى رأسها سناب دراجون 888.
وستستخدم العديد من الشركات هذا العام أنوية X1 الجديدة بالإضافة إلى أنوية A78 وكلاهما مخصصتان للأداء، بالإضافة إلى التحسينات المقدمة بسبب الإنتقال لدقة التصنيع الأحدث 5 نانومتر، والتي يفترض أن تقدم نقلة جيدة في الأداء.
فهل نشهد هذا العام عودة المنافسة من قِبل معالجات الأندرويد لمعالجات شركة أبل؟! حسنا، لنخوض في جولة متعمقة داخل معالج Qualcomm Snapdragon 888 لنعرف إن كان هذا ممكن.
- الـ CPU: سناب دراجون 888 يستخدم أنوية Cortex X1 الجديدة لكن بشكل خاطيء!
- الجرافيك: معالج Snapdragon 888 يكمل رحلة تفوق Adreno
- الذاكرة العشوائية: كوالكوم سناب دراجون 888 سيحمل رامات LPDDR5
- المودم: معالج سناب دراجون 888 يعيد مودم الإتصال المدمج ويدعم شبكات mmWave و sub-6
- الخلاصة: كوالكوم سناب دراجون 888 معالج متكامل، ولكن!
اضغط هنا لمواصفات Qualcomm Snapdragon 888 بشكل مفصل
الـ CPU: سناب دراجون 888 يستخدم أنوية Cortex X1 الجديدة لكن بشكل خاطيء!
كما يتبين في جدول المواصفات، فإن المعالج المركزي في سنابدراجون 888 يحمل اسم Kryo 680، في محاولة من كوالكوم لجعل الأنوية تبدو وكأنها معدلة رغم أنها أنوية ARM الخام ليس إلا. على كل، فإن نوى Kryo منذ SD835 لم تكن إلا تصاميم ARM الخام مع بعض التعديلات البسيطة للغاية تكاد تكون لا تذكر. فآخر رقاقة من الشركة الأمريكية تحمل نوى معدلة بشكل جيد كانت SD820.
وقد تم تقسيم الـ CPU في شريحة سناب دراجون 888 إلى Cluster كبيرة للأداء وأخرى لتوفير الطاقة.
■ وتأتي Cluster الأداء بأربع أنوية: أحدها من نوع Cortex X1 وبتردد 2.84 جيجاهرتز فقط، بينما الثلاث الأخرى من نوع Cortex A78 وبتردد 2.4 جيجاهرتز.
وبالنظر إلى طريقة تقسيم النوى وتردداتها وحجم الكاش المضاف لكل نواة، يمكننا القول بأن معالج سناب دراجون 888 يستخدم أحد أسوأ الترتيبات التي يمكن أن توضع في معالج رائد باستخدام تصاميم ARM الجديدة!
فكما بيننا في مراجعتنا المفصلة لنوى ARM هذا العام، فإن أنوية X الجديدة قد أتت لتحل مشكلة ضعف سلسلة A مقارنة بتصاميم شركة أبل. فقد تم تصميمها من الأساس دون مراعاة توفير الطاقة أو الحجم بهدف الحصول على أفضل أداء ممكن. بينما أتت A78 لتستخدم كأنوية متوسطة للحصول على أفضل توفير ممكن للطاقة دون الحصول على زيادة كبيرة في الأداء. لهذا يفترض أن يقدم سنابدراجون 888 أداء قويا بأنويته الجديدة.
لكن الطريقة التي استخدمتها كوالكوم لا تجعلها تحصل على أفضل أداء ولا على توفير الطاقة أيضا، حيث يستخدم معالج سناب دراجون 888 نواة واحدة فقط من نوع X1 مما يزيد من استهلاك الطاقة بنسبة غير قليلة، لكن دون الحصول على فارق كبير في الأداء لأنها تأتي بتردد 2.84 جيجاهرتز رغم أن ARM تصرح بأنها مجهزة لاستهداف حاجز الـ 3 جيجاهرتز، ومع بناء Snapdragon 888 على تقنية 5 نانومتر، فأعتقد أنها قد تصل حتى لحاجز الـ 3.1 جيجاهرتز بسهولة. كما أن الأمر ازاداد سوءا باستخدام 1 ميجابايت فقط من الكاش من المستوى الثاني، رغم أن كورتكس X1 مخصصة لتحمل حتى 2 ميجابايت من ذاكرة الكاش.
أما الثلاث نوى الأخرى فتأتي من نوع A78 وبنفس تردد أنوية A77 في الشريحة الرائدة السابقة SD865، لكن مع زيادة الكاش من المستوى الثاني إلى 512 كيلوبايت لكل نواة بدلا من 256 كيلوبايت.
وبالنظر إلى حِفاظ الشركة على تردد الأنوية المتوسطة في كما هو في سابقه، ومع فارق توفير الطاقة المهول الذي تقدمه نوى A78، فيبدو أن خيارات تصميم المعالج المركزي كانت تهدف في الأساس لتوفير الطاقة، لكن حتى مع استخدام الطاقة الأقل الذي تجلبه A78. فعلى الأرجح سيظل استهلاك الطاقة على مستوى الـ CPU لسناب دراجون 888 مرتفع إلى حد ما لأن التردد المنخفض لنوى A78 سيجعل نواة النظام تذهب بكثير من العمليات إلى النواة الكبيرة Cortex X1 ذات الإستهلاك الأكبر للطاقة، رغم أنها لن تقدم أفضل أداء ممكن كما بيننا.
■ وأما Cluster توفير الطاقة: فيبدو أن كوالكوم مضطرة إلى إعادة استخدام كورتكس A55 الصغيرة، لأن ARM لم تقدم أي بديل لها في السنوات الأخيرة. لكن هذه المرة تستخدمها بإسمها مباشرة بدلا من إعادة تسميتها إلى Kryo كما في الأجيال السابقة. فيحمل معالج سناب دراجون 888 أربع أنوية Cortex A55 بتردد 1.8 جيجاهرتز كما في الأعوام السابقة، مع ذاكرة كاش من المستوى الأول 128 كيلوبايت لكل نواة. ويستخدم 4 ميجابايت من الكاش ذو المستوى الثالث للمعالج المركزي ككل.
ورغم أن Snapdragon 888 ككل شريحة جيدة، لكن يبدو أن قسم الـ CPU ببساطة لم يحظ بهاذا القدر من التحسينات التي لحقت بباقي أجزائها كما سيأتي.
الجرافيك: معالج Snapdragon 888 يكمل رحلة تفوق Adreno
دائما ما تستخدم كوالكوم معالجات Adreno من تصميمها الخاص في شرائحها، وبفضل خبراتها في تصميم وحدات الجرافيك منذ مدة طويلة، تستطيع الشركة تقديم أداء جرافيك قوي كل عام، و Snapdragon 888 ليس استثنائا.
وللأسف تتبع الشركة في وحدات أدرينو نفس سياسة أبل في التحفظ على الكثير من المواصفات التقنية له. فلا نعلم الكثير عن تصميم معالجات ادرينو من الداخل أو عدد وحدات الـ ALU المستخدمة فيه. وحتى أننا وصلنا هذا العام إلى أن لا تفصح كوالكوم حتى عن تردد Adreno 660 المستخدم في شريحة سناب دراجون 888.
لكن على الأرجح فإن وحدة Adreno 660 المستخدمة في سناب دراجون 888 تستخدم نواتين لكنها تحتوى على عدد كبير من وحدات الـ ALU، مما يعطي أداء قويا، خلافا لوحدات Mali من ARM التي تنتهج سياسية زيادة عدد النوى و التردد بدلا من تحسين التصميم نفسه من الداخل. لهذا نرى وحدات Mali تخسر الكثير من الأداء في وقت قصير كما في Kirin 9000.
ورغم عدم الإفصاح عن أي شيء عن التصميم، لكن كوالكوم تفاخرت بما استطاعت تحقيقه في زيادة أداء Adreno 660 في معالج Snapdragon 888 ليحقق تفوقا بنسبة 35 بالمئة عن الجيل السابق Adreno 650.
وتدعي خفض استهلاك الطاقة بنسبة 20 بالمئة عن سابقه، ورغم كون هذا الإدعاء صحيحا، لكن ما لم توضحه الشركة أن هذا الرقم سيكون محققا فقط عند تقديم نفس الأداء. أما مع الزيادة الكبيرة في الأداء (35 بالمئة كما تصرح )، فإنه من المنتظر أن يستخدم معالج الجرافيك الجديد طاقة أكبر –ربما حوالي 12 بالمئة-. ورغم الإستهلاك الأكبر للطاقة لكن سيظل Adreno 660 من أكثر معالجات الرسوميات الموفرة للطاقة، لكنني فقط لا أحب الخداع التسويقي الذي قامت به كوالكوم مع معالج سناب دراجون 888.
بالإضافة إلى كون Adreno 660 أحد أفضل وحدات الجرافيك على مستوى الهاردوير، لكن كوالكوم أيضا قامت بالعمل على تطوير الكثير من الإضافات على مستوى التعريفات والسوفت وير للحصول على تجربة ممتازة في الألعاب. ورغم أنه يؤسفني أن نرى كل هذه المجهودات موجهة من أجل تحسين الألعاب، لكننا سنعتبر أن هذه التحسينات موجهة عموما لتحسين تجربة الجرافيك في سناب دراجون 888 الذي يمكن استخدامه في محتويات علمية أو حتى ترفيهية مفيدة. وسنذكرها لكم على اختصار:
أولا: تقنية GQT أو Game Quick Touch
وهي تقنية تهدف إلى زيادة سرعة الإستجابة للمس الشاشة للهواتف التي تعمل بـ Snapdragon 888، والذي يؤثر على أداء الألعاب. فتوقيت المزامنة بين اللعبة والشاشة والوقت المستغرق لعرض كل إطار في اللعبة قد يتأخران بسبب الضغط على معالج الجرافيك، والذي يتسبب في تأخر عرض الإطار والذي بدوره يؤثر على سرعة الإستجابة للمس.
وتدعي كوالكوم أن تقنيتها الجديدة تحسن سرعة استجابة معالج سناب دراجون 888 اللمس بنسبة تصل إلى 20 بالمئة حتى مع استخدام فريمات مرتفعة جدا في الألعاب.
ثانيا: تقنية VRS أو Variable Rate Shading
تتيح هذه التقنية طريقة فريدة لمطوري برمجيات الجرافيك لمعالجة بيانات الألوان، فمن المعلوم أن الصورة ما هي إلا ملايين من البيكسلات مجتمعة، كل يأخذ درجة لونية معينة، لتمثل في النهاية مجموع هذه البكسلات صورة مفهومة.
لكن إذا نظرت عن قرب ستجد أنه قد يوجد آلاف البيكسلات المتجاورة –وربما عشرات الآلاف- التي تحمل نفس الدرجة اللونية، لكن يضطر معالج الجرافيك إلى معالجة كل بيكسل على حده.
وهنا يأتي دور التقنية الجديدة، حيث تسمح لمطوري الألعاب أن يعطوا أوامر للمعالج -Snapdragon 888 في هذه الحالة- بمعالجة مجموعة من البيكسلات (أربع بيكسلات على سبيل المثال)، وإعطاء نفس الدرجة اللونية للبيكسلات المجاورة، مما يؤدي إلى توفير كبير في الطاقة المستهلكة لأنه لن يتم قراءة البيانات من على جميع البيكسلات في الصورة الواحدة.
ومن الجيد رؤية معالج سناب دراجون 888 يجلب ميزات كهذه إلى عالم الهواتف باكرا، رغم أنها جديدة للغاية حتى على معالجات الجرافيك المخصصة للحواسيب.
الذاكرة العشوائية: كوالكوم سناب دراجون 888 سيحمل رامات LPDDR5
رغم أن كوالكوم قد انتقلت لدعم رامات LPDDR5 منذ الجيل الفائت في Snapdragon 865 لكنها هذا العام قد اضافت متحكمات تدعم سرعات أعلى، بحيث تصل سرعة الرامات المدعومة في معالج Snapdragon 888 إلى 3200 ميجاهرتز لتكون أسرع من الجيل الفائت الذي كان يدعم رامات حتى 2750 ميجاهرتز في شرائح SD865 و Exynos 990. ومتفوقا على شريحة A14 التي تدعم رامات من نوع LPDDR4X فقط. وكما الجيل السابق، تأتي متحكمات الرامات في سناب دراجون 888 بأربع قنوات كل منهما بعرض 16 بت.
لكن مع هذا الدعم الكبير لرامات LPDDR5، فلا يمكن التأكد أنها ستنتشر بقوة في العام القادم، فالهواتف الرائدة التي استخدمت رامات LPDDR5 في 2020 لم تعطي فارق الأداء المرجو، هذا بالإضافة لحقيقة كونها أغلى من رامات LPDDR4x بنسبة ليست قليلة.
ويأتي Snapdragon 888 بذاكرة سيستم كاش (ذاكرة كاش مفتوحة على شريحة المعالجة ككل) بحجم 4 ميجابايت فقط. رغم أن رقاقات أبل تأتي مع ذاكرة كاش للنظام تصل إلى 8 ميجابايت منذ شريحة A12 ومرورا بـ A13 وصولا إلى A14.
وربما يكون الإنتقال إلى دعم رامات LPDDR5 الهدف منه هو تعويض الشريحة عن بعض السرعة التي سيخسرها سناب دراجون 888 بسبب الكاشات المستخدمة بحجم أقل من المطلوب.
الـ DSP : أكبر نقلة على مستوى معالج سناب دراجون 888
يحمل سناب دراجون 888 وحدة Hexagon 780 المسؤلة عن مهام “الذكاء الصناعي”، وقد تم إعادة تصميم هذه الوحدة من الصفر لتعطي فارق مهولا في الأداء عن وحدات DSP السابقة.
ورغم أننا نعلم أن وحدة Hexagon 780 قد شهدت تطورا كبيرا عن وحدات الـ DSP السابقة، لكننا لا نعلم بالضبط حجم هذا التطور، لأن الشركة لا تعلن عن فارق أداء وحدة الـ DSP مستقلة، وإنما تقوم بدمجها مع باقي الوحدات القادرة على القيام بعمليات ما يصطلح عليه بالـ “الذكاء الصناعي” مثل وحدات الـ CPU و الـ GPU ووحدة الـ Tensor المخصصة لعمليات تعلم الآلة أو Machine Learning. لنحصل في النهاية على قوة معالجة ضخمة لـ Snapdragon 888 تصل إلى 26 تيرا من عمليات الـ “ذكاء الصناعي” في الثانية الواحدة.
ليكون سنابدراجون 888 هو أقوى رقاقة في العالم قادرة على معالجة هذه العمليات، بفارق أداء مهول عن سابقه الذي يصل إلى 15 تيرا من العمليات في الثانية، ورغم اننا غير قادرين على مقارنة أداء الـ DSP هنا مع وحدات NPU من الشرائح الأخرى لأننا لا نعلم أداء وحدة الـ DSP منفردة، لكن فيما يبدو أن سناب دراجون 888 سيكون متفوقا على جميع الرقاقات المنافسة مثل Apple A14 التي تحمل وحدة NPU قادرة على معالجة 11 تيرا من العمليات في الثانية، أو Mediatek Dimensity 1000 التي تقوم بعمليات الذكاء الصناعي بقدرة 4.5 تيرا في الثانية فقط.
لكنني متأكد أن الفارق النهائي في الأداء لن يكون مهولا كما يبدو من النظرة الأولى، ففي النهاية ستتجه الكثير من العمليات المصغرة المتعلقة بتعلم الآلة إلى وحدة الـ DSP وليس الـ CPU و الـ GPU.
سنتمكن من القيام بمقارنة حقيقية في أداء الشريحة لعمليات الذكاء الصناعي بعد أن نقوم بمراجعة شاملة لمعالج سناب دراجون 888 بعد أن يتم إطلاق الهواتف الرائدة في العام المقبل.
وتتكون وحدة Hexagon 780 DSP من ثلاث وحدات أساسية في عمليات الذكاء الصناعي. وهي: وحدة Scalar (المسؤلة عن معالجة الكميات الفيزيائية العددية)، وحدة Vector (المسؤلة عن الكميات الفيزيائية المتجهة)، وحدة Tensor (المسؤلة عن العمليات الرياضية مثل الجمع أو الضرب)، جميع هذه الوحدات أصبحت الآن متشاركة مع ذاكرة واحدة (يمكننا اعتبارها L2 Cache كما في الـ CPU)، وقد زادت Qualcomm هذه الذاكرة إلى 16 ضعف مقارنة بوحدة Hexagon السابقة.
ليكون معالج سناب دراجون 888 هو الأقوى في معالجة عمليات الذكاء الصناعي لا ينافسه في ذلك إلى رقاقة E2100.
ISP ثلاثي – سناب دراجون 888 يستطيع تشغيل ثلاث كاميرات في نفس الوقت
يحمل معالج Snapdragon 888 ثلاث وحدات ISP من نوع Spectra 580. ولا نعرف الكثير عن تصاميم وحدات Spectra منذ أيامها الأولى، لكن Qualcomm تقول بأن وحدة معالجة الصور الجديدة قادرة على تقديم أداء أفضل بنسبة 35% من الجيل السابق.
والهدف من استخدام ثلاث وحدات لمعالجة الصور هو دعم التصوير من ثلاث كاميرات في نفس الوقت. فيمكن لسناب دراجون 888 الجديد تصوير فيديو من الكاميرا العادية بالإضافة إلى كاميرا Telephoto للتقريب، وكاميرا Wide للتصوير بزاوية واسعة مثلا، وفي نفس الوقت.
وقد نرى بالفعل العديد من الإستخدامات للوحدة الجديدة مثل دمج الصور من عدة كاميرات للحصول على جودة أفضل.
ويدعم Spectra 580 كاميرات حتى 200 ميجابيكسل كما في Exynos 1080، وقادر على الوصول إلى دقة 84 ميجابيكسل دون تأخير في وقت الإلتقاط.
أما تصوير الفيديو فلم يتغير عن الجيل السابق، حيث يستطيع Qualcomm Snapdragon 888 تصوير فيديو بدقة تصل إلى 4K مع 120 إطار في الثانية، و 8K مع 30 إطار في الثانية، وتصوير بطيء يصل إلى 960 إطار في الثانية بوضوح 720p.
وكما هو متوقع يدعم سناب دراجون 888 تصوير الفيديو بتشفير H.264 وH.265 لكنه للأسف لا يدعم تشفير AV1 الأحدث، رغم أن رقاقات اقل كثيرا في التكلفة تدعمه مثل MediaTek Dimensity 1000.
ويدعم المعالج مستشعرات staggered HDR المنتظر إطلاق بعض منها في العام القادم، وتقوم تلك المستشعرات بتحسين عملية الـ HDR عن طريق إلتقاط عدة تعريضات للضوء لنفس المشهد ثم إنتاج صورة HDR بعد تنظيم الإضاءة في أجزاء الصورة، وهذا بدلا من ألتقاط عدة صور بتعريضات مختلفة ثم تجميعها كما يحدث في المعالجات الحالية.
وتبعا لـ Qualcomm فإن الهواتف التي تعمل بمعالج سناب دراجون 888 ستكون قادرة على إلتقاط صور في إضاءة منخفضة للغاية بدءا من 0.1 Lux. لكن هذا بالطبع مع افتراض قدرة المستشعر ذاته على التعامل مع إضاءات منخفضة بهذا الشكل.
المودم: معالج سناب دراجون 888 يعيد مودم الإتصال المدمج ويدعم شبكات mmWave و sub-6
قدمت Qualcomm معالجها الرائد من العام الفائت SD865 على أنه يدعم مودم X55 الداعم لشبكات الجيل الخامس، وهذا يعني أن مودم X55 كان يأتي خارج شريحة المعالجة، ولكن شركات الهواتف كانت مضطرة لشراء المودم الخارجي بجانب المعالج. حيث أن شريحة المعالجة لم تكن تحمل مودم لشبكات الجيل الرابع من الأساس.
وبررت الشركة فعلتها بأن معالجات الجيل الخامس ماتزال جديدة، وأنها كانت بحاجة إلى تقديم المودم لشركات الهواتف قبل إطلاق SD865 بفترة حتى تستطيع شركات الهواتف بناء وحدات الـ Antenna المناسبة له، وتخصيص السوفت وير ليناسب الشبكات الجديدة، إلى وقت إطلاقه. لكن لن يكون هذا هو الوضع مع كوالكوم سناب دراجون 888 .
ففي هذا العام تقدم كوالكوم مودم X60 في سنابدراجون ليعود إلى وضعه الطبيعي ويكون مدمجا داخل شريحة SoC. لكن ليست عودة المودم المدمج هو الشيء الوحيد الذي يضيفه X60 هذا العام.
فالمودم الجديد يدعم شبكات الـ 5G بنوعيها mmWave و Sub-6. فشبكات الـ mmWave وإن كانت أسرع بشكل كبير، لكنها تقع في مشكلة التغطية، بحيث لا تستطيع الترددات المنخفضة لهذه الشبكات تغطية الأماكن المغلقة، لهذا يدعم معالج سناب دراجون 888 شبكات ما تحت تردد 6 جيجاهرتز (Sub-6) لتزويد الأماكن المغلقة والمسافات البعيدة بشبكات الجيل الخامس.
هذا بالإضافة لدعم سناب دراجون 888 لشبكات الـ 5G المستقلة SA وشبكات الـ 5G غير المستقلة N-SA التي يتم بناؤها على البنية التحتية المتاحة حاليا للجيل الرابع. وللحق فإن شبكات الـ 5G غير المستقلة يفترض أن تسمى +4G وليس 5G، إذ أنها لا تستخدم ترددات الجيل الخامس أصلا، لكن على كل فإن مودم X60 يدعمها للبلدان التي ستشهد تأخرا في شبكات الجيل الخامس المستقلة، كما هو متوقع في منطقتنا العربية.
هذا مع دعم المعالج لتقنية الصوت عبر شبكات الجيل الخامس VoNR وهي نسخة من تقنية Volte التي تنقل الصوت عن طريق شبكات الجيل الرابع لكن مع استخدام الشبكات الأحدث.
ويأتي Qualcomm Snapdragon 888 ليكون اول شريحة في العالم تدعم شبكات Wi-Fi 6E وبلوتوث 5.2.
الخلاصة: كوالكوم سناب دراجون 888 معالج متكامل، ولكن!
قدمت Qualcomm معالجها الجديد تحت اسم سنابدراجون 888 بدلا من 875 لتؤكد أنه يحمل نقلة كبيرة في الأداء. ويبدو هذا صحيحا إلى حد ما فتحسين أداء الجرافيك عن سابقه بنسبة 35 بالمائة، مع وحدة معالجة الصور الثلاثية، والـ DSP الذي يقدم أكبر نقلة شهدتها رقاقات كوالكوم في معالجة عمليات تعلم الآلة.
كل هذا يمثل عودة قوية لمعالجات الأندرويد التي تأخرت كثيرا عن معالجات ابل في السنوات الأخيرة، لكن كوالكوم هنا نسيت -أو تناست على الأصح- شيئا واحدا، وهو المعالج المركزي!
وأعتقد أن كوالكوم فعلت هذا لسببين، الأول: المساحة الكبيرة التي تطلبتها القطع الجديدة مثل الـ ISP الثلاثي أو وحدة الـ DSP الكبيرة. فعوضت الزيادة في حجم هذه القطع بالتوفير في حجم الـ CPU فلم تستخدم إلا نواة واحدة X1 واستخدمت ذاكرة كاش أقل بكثير من الممكن. ورغم أن أداء هذه الزيادة لن يعوض عن أداء الـ CPU المركزي لكن تسويق معالج سناب دراجون 888 كونه يأتي بقودة معالجة لعمليات الذكاء الصناعي بقوة 26 Tops -حتى وإن كانت أغلب التطبيقات لن تستخدم إلا القليل منها- أكثر تشويقا من تغيير اسم نواة من A78 إلى X1!
والثاني: أن الشركة قد تكون هادفة لأن تجعل الفارق هذا العام كبيرا بين النسخة العادية ونسخة بلس، بحيث خفضت التردد في Snapdragon 888 حتى تستطيع تمييز نسخة بلس بتردد أعلى وربما زيادة في الكاشات.
لكن هذه التضحيات في المعالج المركزي في سناب دراجون 888 غالبا ستتيح الفرصة لـ Exynos 2100 القادم لأن يسترجع عرش أقوى معالج مركزي لهواتف الاندرويد، والذي فقدته سامسونج منذ سنوات. وإذا استخدمت سامسونج ذاكرة سيستم كاش كبيرة مع المعمارية الجديدة لوحدة جرافيك G78 فربما حتى نرى سامسونج قادرة على المنافسة أمام كوالكوم حتى في أداء الجرافيك.
ورغم أن هذا العام سيكون عام تقليص الفارق بامتياز بين رقاقات أبل ورقاقات الأندرويد، وسنرى عودة المنافسة لأبل مرة أخرى، لكن يبدو أن أبل ستظل تحمل تاج الأداء في المعالجات المركزية لفترة أخرى، إلى أن نرى ماذا ستقدم أنوية X2 في العام المقبل.